الدكتورة آية البلطي

عضو المكتب التنفيذي

عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للرياضة الجامعية

مسؤولة ملف رياضة الفتاة الجامعية  


لم ترتبط الرياضة النسائية عامة وكرة القدم النسائية خاصة في فلسطين باسم معين أكثر مما ارتبطت باسم الأستاذة سمر الأعرج موسى. وهي ليس فقط مديرة الدائرة الرياضية ومحاضرة في كلية التربية في جامعة بيت لحم لكنها أيضاً المؤسسة لأول فريق كرة قدم نسائي في فلسطين. كما تشغل منصب السكرتيرة العامة لاتحاد التنس الفلسطيني وهي عضو سابق في اللجنة الأولمبية الفلسطينية كما تشغل حاليا رئاسة الاتحاد الرياضي في مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني .
لقد كرست حياتها للنهوض بالرياضة النسائية في بلد قابع تحت الاحتلال ولوضع كرة القدم النسائية على الخارطة في مجال يسوده الذكور. إن قصتها قصة فلسطينية أصلية. فهي قصة مُلهمة عن الكفاح والأمل والإصرار والتمكين والصمود في وجه أشكال مختلفة من القمع والاضطهاد والتي تحد من حرية الفرد وامكانياته.
وقد كان إيمانها بقدرة النساء على فعل أي شيء وثقتها بأن الرياضة قادرة على تغيير حياة الناس أهم دوافعها للالتحاق بالجامعة الأردنية لدراسة التربية الرياضية. وكل من عرفها آنذاك اعتقد بأنها تضيع وقتها ومواهبها ولكنها حاولت بكل قوتها أن تثبت بأن النساء يملكن مؤهلات كالرجال أو أكثر في أي حقل وظيفي يخترنه. فلا غرابة بأنها تخرجت الأولى على دفعتها والجامعة.
بعد تخرجها من الجامعة الأردنية ببكالوريوس في التربية الرياضية عام 1984 استلمت سمر أول وظيفة كمدرّسة تربية رياضية في جامعة بيت لحم. وقد أدركت سمر أهمية التربية الرياضية في تطوير صحة الطلاب ورفاهيتهم الذاتية والتخفيف من الضغوطات النفسية الناتجة عن الوضع السياسي وتوفير مهارات القيادة وروح الفريق القادرة على تشجيعهم على بناء حياة ذات مغزى ومعنى.
وبسبب الأوضاع السياسية على أرض الواقع والمواقف الاجتماعية من حقوق المرأة، أصرت على تأسيس أول فريق كرة قدم نسائي وطني في فلسطين. وساهمت شجاعة وتضحيات طالباتها ودعم الأهل وقطاعات مختلفة من المجتمع لهذا الفريق في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة.
وقد وُثقت رحلة تأسيس هذا الفريق في افلام قصيرة بعنوان أحلام عشب الملاعب ويلا بنات. وتبين كيف كان عليهم اقناع الأهالي بالسماح لبناتهم المشاركة في الفريق. وقد عانى الفريق أيضا من ظلم الاحتلال والحواجز وجدار العزل ومنع التجول خاصة عند محاولتهم الوصول إلى التدريب والمباريات. وكتحدي لكل الصعوبات، تمكنت مع الفريق من حمل العلم الفلسطيني ورفعه عالياً في أوروبا وآسيا وإفريقيا. فقد أثبتوا للعالم قدرة ومثابرة المرأة الفلسطينية.
في عام 2008، حصلت سمر على شهادة الماجستير بامتياز في الإدارة التربوية من جامعة القدس . وقد أثبتت نفسها كمرجعية هامة في الحقل بعد أن نشرت، عام 2010، دراسة عن الصعوبات التي تواجهها النساء العربيات في الرياضة في البلدان العربية الآسيوية. فهي منذ ذلك الحين ترشد طلبة الدكتوراة في هذا الموضوع وقد اقتبس بحثها في عدة منشورات أكاديمية بالإضافة الى مجلات رياضية مختلفة.  
وقد فتح بحثها الأصيل والسباق لها أبواباً جديدة في التعليم التعاوني والمشاريع البحثية على المستوى الدولي. وعملت مع الدكتور ستيفين تونز من جامعة تشيستر في المملكة المتحدة على مشاريع بحثية وتعليمية مختلفة. وقد نشر بحثهما عن التربية الرياضية في فلسطين عام 2012.
وفي الفترة الأخيرة، شاركت سمر في دارسة مقارنة بين نظام الرياضة في ألمانيا وفلسطين. وتركز هذه الدراسة بشكل خاص على توظيف الاتجاهات الحديثة في تدريس التربية الرياضية في المدارس وتدريب المعلمين وعلى تطوير الرياضة النسائية  . وقدمت نتائج هذه الدراسة في عدد من المؤتمرات الدولية ومنها المؤتمر الذي عقد في الجامعة الألمانية للرياضة في كولون.  
وبالإضافة إلى ذلك، قامت ما بين عامي 2006 - 2014 بتنسيق عدة برامج مجتمعية بالتعاون مع دائرة الرياضة في جامعة كولن شتدت في ألمانيا. وشمل هذا على برامج تدريبية مختلفة للتربية الرياضية في المدارس ولمدربي النوادي المجتمعية و لمشرفي التربية الرياضية كما أنها عضو في مؤسسة FCA الامريكية حيث  تقوم بتنسيق برامج تدريبية للمدربين ودورات في الاصابات الرياضية ومخيمات كرة السلة وكرة الطائرة للطلاب والمجتمع الرياضي في منطقة بيت لحم.
وتكريما لها ولكل العمل الهام الذي تقوم به، حصلت سمر على ترقية لدرجة الدكتوراه من جامعتها وعلى عدة جوائز وميداليات تقديراً لخدمتها للرياضة النسائية والتمكين بالإضافة إلى تلبيتها احتياجات الشعب الفلسطيني من خلال الرياضة. كما وحصلت سمر أيضا على شهادة التعليم المتميّز لسنة 2010 من اميدايست رام الله تكريماً لأدائها المتميّز وخدمتها للتعليم العالي الفلسطيني.
وتذكر سمر بأن انخراطها في الرياضة شجعها على تطوير نظرة إيجابية للحياة. حيث تقول "أرى تصاعد الصراعات المختلفة من حولي ولكن هذا لن يوقفني عن العمل بجهد لتقديم ما هو أفضل لمجتمعي وبلدي".